الجمعة، 14 مايو 2010

عبد الله البردوني في الموصل 1971



عبد الله البردوني في الموصل 1971
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل


شكرا للكاتب والفنان المسرحي الكبير صبحي صبري الذي ما فتأ يذكرنا بالأزمان والذكريات الجميلة عن مدينتنا الموصل العزيزة .وقد أشار إلى مهرجان أبي تمام في الموصل سنة 1971 ،وحضور نخبة من شعراء العروبة وأدبائها ومنهم الشاعر اليمني عبد الله البردوني الذي اشتهر في الوطن العربي والعالم بعد إلقاءه قصيدته في الموصل الموسومة : "أبو تمام وعروبة اليوم " ونظرا لاهتمام الأخ حاتم الطائي ورغبته في أن يضع هذه القصيدة في متناول أيدي أبناء الموصل يسعدني أن اكتب شيئا عن البردوني، وان انشر نص قصيدته. وكما هو معروف فأن البردوني شاعر من البلد الشقيق اليمن ،وهو ليس بشاعر وحسب بل ناقد وأديب وصحفي وكاتب ولد في سنة 1929 وتوفي في سنة 1999 .هو عبد الله صالح حسن الشحف البردوني . فقد بصره وهو في السادسة من عمره إثر إصابته بالجدري. ، درس في مدارس ذمار لمدة عشر سنوات ثم انتقل إلى صنعاء حيث أكمل دراسته في دار العلوم وتخرج فيها عام 1953م. ثم عُين أستاذا للآداب العربية في المدرسة ذاتها. وعمل أيضا مسؤولا عن البرامج في الإذاعة اليمنية. أدخل السجن في عهد الإمام أحمد حميد الدين وصور ذلك في إحدى قصائده فكانوا أربعة في واحد حسب تعبيره، العمى والقيد والجرح يقول:
هدني السجن وأدمى القيد ساقي *** فتعاييت بجرحي ووثاقي
وأضعت الخطو في شوك الدجى *** والعمى والقيد والجرح رفاقي
في سبيل الفجر ما لاقيت في *** رحلة التيه وما سوف ألاقي
سوف يفنى كل قيد وقوى *** كل سفاح وعطر الجرح باقي
o
في حياته ثمة أحداث مهمة أبرزها وحسب السنوات :
• 1933- أصيب بالجدري الذي أدى إلى فقدان بصره.
• 1934- التحق بـ(كتاب القرية) وفيها حفظ ثلث القرآن الكريم على يد يحيى حسين القاضي ووالده.
• 1937- انتقل إلى مدينة "ذمار" ليكمل تعلم القرآن حفظاً وتجويداً.. وفي المدرسة الشمسية درس تجويد القرآن على القراءات السبع.
• 1948- اعتقل بسبب شعره وسجن تسعة أشهر.
• 1949-انتقل إلى الجامع الكبير في مدينة صنعاء حيث درس على يد العلامة أحمد الكحلاني، والعلامة أحمد معياد.. ثم انتقل إلى دار العلوم ومنها حصل على إجازة في العلوم الشرعية والتفوق اللغوي.
• 1953- عين مدرسا للأدب العربي في دار العلوم وواصل قراءاته للشعر في مختلف أطواره إضافة إلى كتب الفقه والمنطق والفلسفة.
• 1954 إلى 1956- عمل وكيلاً للشريعة "محامٍ" وترافع في قضايا النساء فأطلق عليه "وكيل المطلقات".
• 1958- وفاة والدته (نخلة بنت أحمد عامر).
• 1959- اقترن بزوجته الأولى "فاطمة الحمامي".
• 1961- صدر ديوانه الأول "من أرض بلقيس".
• 1969- عين مديراً لإذاعة صنعاء.
• 1970- أبعد عن منصبه كمدير للإذاعة، وواصل إعداد برنامجه الإذاعي "مجلة الفكر والأدب".
• 1970- انتخب رئيساً لاتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين.
• 1971- نال جائزة مهرجان أبي تمام بالموصل في العراق.
• 1974- توفيت زوجته الأولى "فاطمة الحمامي".
• 1977- اقترن بزوجته الثانية فتحية الجرافي.
• 1981- نال جائزة مهرجان جرش الرابع بالأردن.
• 1981-نال جائزة شوقي وحافظ في القاهرة.
• 1982- أصدرت الأمم المتحدة عملة فضية عليها صورة الأديب البردوني كمعوق تجاوز العجز.
• 1982-تقلد وسام الأدب والفنون في عدن.
• 1983- نال جائزة وسام الأدب والفنون في صنعاء.
• 1984- تقلد وسام الأدب والفنون في صنعاء.
• 1988- توفي والده صالح بن عبد الله الشحف (البردوني).
• 1990- شارك في مهرجان الشعر العربي الثامن عشر بتونس.
• 1992- شارك في مهرجان الشعر العربي التاسع عشر بالأردن.
• 1997- اختير كأبرز شاعر ضمن استبيان ثقافي.
• 1998-سافر سفرته الأخيرة إلى الأردن للعلاج.
• 1999- الحادية عشرة من صباح الاثنين 30 أغسطس توقف قلب الأديب عن الخفقان بعد أن خلد اسمه كواحد من أعظم شعراء العربية في القرن العشرين.
له موقع على شبكة المعلومات (الانترنت ) :
http://www.albaradoni.com
أبرز دواوينه :


• [[[من أرض بلقيس]][1]]] - القاهرة - 1961
• [[[في طريق الفجر]][2]]] - بيروت - 1967
• [[[مدينة الغد]][3]]] - بيروت - 1970
• [[[لعيني أم لبلقيس]][4]]] - بغداد - 1972
• [[[السفر إلى الأيام الخضر]][5]]] - دمشق - 1974
• [[[وجوه دخانية في مرايا الليل]][6]]] - بيروت - 1977
• [[[زمان بلا نوعية]][7]]] - دمشق - 1979
• [[[ترجمة رملية لأعراس الغبار]][8]]] - دمشق - 1981
• [[[كائنات الشوق الآخر]][9]]] - دمشق - 1987
• [[[رواغ المصابيح]][10]]] - دمشق - 1989
• [[[جواب العصور]][11]]] - دمشق- 1991
• [[[رجعة الحكيم ابن زايد]][12]]] - بيروت - 1994
ومن أعماله النقدية :
• رحلة في الشعر اليمني قديمه وحديثه - 1972
• قضايا يمنية - 1977
• فنون الأدب الشعبي في اليمن - 1982
• الثقافة الشعبية تجارب وأقاويل يمنية - 1987
• الثقافة والثورة - 1989
• من أول قصيدة إلى آخر طلقة: دراسة في شعر الزبيري وحياته - 1993
• أشتات - 1994
• اليمن الجمهوري - 1997
كتب عنه الأستاذ الدكتور عبد الله الجبوري في" موسوعة أعلام العرب" ، التي اصدرتها مؤسسة بيت الحكمة ببغداد سنة 200 وقال أن البردوني سجل حضورا فكريا في الأدب والتاريخ والنقد . فضلا عن الكلمة المجنحة .. ومن آرائه النقدية انه : "بمقدار ما يكون الشاعر مثقفا سويا ومثقفا فكريا ، يكون ناقدا ، يجب ان تكون له ثقافة الناقد ... لان النقد ثقافة .. " .والجدير بالذكر ان منظمة اليونسكو أصدرت عملة فضية تكريمية تحمل صورة البردوني سنة 1981 . ويعد البردوني من الشعراء المكثرين في الشعر . له العديد من الدواوين والدراسات النقدية ومن أهم قصائده التي أشتهر على إثرها عربياً قصيدة "أبو تمام وعروبة اليوم" التي ألقاها في مهرجان أبي تمام الذي انعقد في الموصل –الحدباء بالعراق سنة 1971 والتي قال فيها:




مـا أصدق السيف! إن لم ينضه الكذب وأكـذب السيف إن لم يصدق الغضب
بـيض الـصفائح أهـدى حين تحملها أيـد إذا غـلبت يـعلو بـها الـغلب
وأقـبح الـنصر... نصر الأقوياء بلا فهم.. سوى فهم كم باعوا... وكم كسبوا
أدهـى مـن الـجهل علم يطمئن إلى أنـصاف ناس طغوا بالعلم واغتصبوا
قـالوا: هـم الـبشر الأرقى وما أكلوا شـيئاً.. كـما أكلوا الإنسان أو شربوا
مـاذا جـرى... يـا أبا تمام تسألني؟ عفواً سأروي.. ولا تسأل.. وما السبب
يـدمي الـسؤال حـياءً حـين نـسأله كـيف احتفت بالعدى (حيفا) أو النقب
مـن ذا يـلبي؟ أمـا إصـرار معتصم؟ كلا وأخزى من (الأفشين) مـا صلبوا
الـيوم عـادت عـلوج (الروم) فاتحة ومـوطنُ الـعَرَبِ الـمسلوب والسلب
مـاذا فـعلنا؟ غـضبنا كـالرجال ولم نـصدُق.. وقـد صدق التنجيم والكتب
فـأطفأت شـهب (الـميراج) أنـجمنا وشـمسنا... وتـحدى نـارها الحطب
وقـاتـلت دونـنا الأبـواق صـامدة أمـا الـرجال فـماتوا... ثَمّ أو هربوا
حـكامنا إن تـصدوا لـلحمى اقتحموا وإن تـصدى لـه الـمستعمر انسحبوا
هـم يـفرشون لـجيش الغزو أعينهم ويـدعـون وثـوبـاً قـبل أن يـثبوا
الـحاكمون و»واشـنطن« حـكومتهم والـلامعون.. ومـا شـعّوا ولا غربوا
الـقـاتلون نـبوغ الـشعب تـرضيةً لـلـمعتدين ومــا أجـدتهم الـقُرَب
مـاذا تـرى يـا (أبا تمام) هل كذبت أحـسابنا؟ أو تـناسى عـرقه الذهب؟
عـروبة الـيوم أخـرى لا يـنم على وجـودها اسـم ولا لـون.ولا لـقب
تـسـعون ألـفاً (لـعمورية) اتـقدوا ولـلـمنجم قـالـوا: إنـنـا الـشهب
قـبل: انتظار قطاف الكرم ما انتظروا نـضج الـعناقيد لـكن قـبلها التهبوا
والـيوم تـسعون مـليوناً ومـا بلغوا نـضجاً وقـد عصر الزيتون والعنب
تـنسى الـرؤوس العوالي نار نخوتها إذا امـتـطاها إلـى أسـياده الـذئب
حـبيب وافـيت من صنعاء يحملني نـسر وخـلف ضلوعي يلهث العرب
مـاذا أحـدث عـن صـنعاء يا أبتي؟ مـليحة عـاشقاها: الـسل والـجرب
مـاتت بصندوق »وضـاح«بلا ثمن ولـم يمت في حشاها العشق والطرب
وفي بطنها (قحطان) أو(كرب)
وفـي أسـى مـقلتيها يـغتلي (يمن ثـان كـحلم الـصبا... ينأى ويقترب
»حـبيب« تسأل عن حالي وكيف أنا؟ شـبابة فـي شـفاه الـريح تـنتحب
كـانت بـلادك (رحلاً)، ظهر ناجية أمـا بـلادي فـلا ظـهر ولا غـبب
أرعـيت كـل جـديب لـحم راحـلة كـانت رعـته ومـاء الروض ينسكب
ورحـت مـن سـفر مضن إلى سفر أضـنى لأن طـريق الـراحة التعب
لـكن أنـا راحـل فـي غـير ما سفر رحلي دمي... وطريقي الجمر والحطب
إذا امـتـطيت ركـاباً لـلنوى فـأنا فـي داخـلي... أمتطي ناري واغترب
قـبري ومـأساة مـيلادي عـلى كتفي وحـولي الـعدم الـمنفوخ والـصخب
»حـبيب« هـذا صـداك اليوم أنشده لـكن لـماذا تـرى وجـهي وتكتئب؟
مـاذا؟ أتعجب من شيبي على صغري؟ إنـي ولـدت عجوزاً.. كيف تعتجب؟
والـيوم أذوي وطـيش الـفن يعزفني والأربـعـون عـلى خـدّي تـلتهب
كـذا إذا ابـيض إيـناع الـحياة على وجـه الأديـب أضـاء الفكر والأدب
وأنـت مـن شبت قبل الأربعين على نـار (الـحماسة) تـجلوها وتـنتخب
وتـجتدي كـل لـص مـترف هـبة وأنـت تـعطيه شـعراً فـوق ما يهب
شـرّقت غـرّبت من (والٍ) إلى ملك يـحثك الـفقر... أو يـقتادك الـطلب
طوفت حتى وصلت (الموصل) انطفأت فـيك الأمـاني ولـم يـشبع لها أرب
لـكـن مـوت الـمجيد الـفذ يـبدأه ولادة مـن صـباها تـرضع الـحقب
»حـبيب« مـازال فـي عينيك أسئلة تـبدو... وتـنسى حـكاياها فـتنتقب
ومـاتـزال بـحـلقي ألـف مـبكيةٍ مـن رهبة البوح تستحيي وتضطرب
يـكـفيك أن عـدانـا أهـدروا دمـنا ونـحن مـن دمـنا نـحسو ونـحتلب
سـحائب الـغزو تـشوينا وتـحجبنا يـوماً سـتحبل مـن إرعادنا السحب
ألا تـرى يـا »أبـا تـمام« بـارقنا؟ (إن الـسماء تـرجى حـين تحتجب)
رحم الله البردوني وجزاه عن ما قدمه لوطنه وأمته كل الجزاء .

هناك 3 تعليقات:

  1. عبدالله البردوني
    شخصية هامة جدا في عالمنا العربي وهو من كبار الشعراء العرب
    المرحوم الشاعر الكبير عبدالله البردوني وهو من ابناء اليمن السعيد.
    آخر الشعراء العرب الكلاسيكيين الكبار, وأبرز المتميزين
    شاعر راحل عرف من الحياة بؤسها أكثر مما عرف من مجدها وزهوها.
    فهذا الأعمى الذي رأى كل شيء حوّل ظلمته إلى عالم أسطوري حافل بالرؤى والنبوءات . رغم فقده بصره إلا أنه يقول :((.. لم أعترف بالعمى في أي لحظة في حياتي ..))
    لقد عاش عبدالله البردوني في اليمن مهد اللسان العربي وموطن بلاغتها, لذلك فقد كان شعره تعبيراً عن وعي جمعي متراكم من أجيال من الشعراء العرب هاجروا مع قبائلهم من مأرب, واستقروا في صحراء العرب حتى جاءت رسالة البعث الإسلامي فحملوها إلى كل مكان. في كتابة القصيدة العمودية.
    شكرا للاستاذ الدكتور.ابراهيم خليل العلاف
    على ماقدمته انامله من تعبير لهذا العلم الشاهق البردوني رحمه الله

    ردحذف
  2. شكرا لصديقي العزيز ابو شاكر على كلماته الطيبة واشادته بالشاعر اليمني الكبير الاستاذ عبد الله البردوني رحمه الله والذي رأيناه عندما زار الموصل واسهم في مهرجان ابي تمام .شكرا لك وبارك الله بك .ا.د.ابراهيم خليل العلاف

    ردحذف
  3. شكرا اخي على هذا التعريف بشاعر اليمن والعرب المرحوم عبدالله البردوني وربنا يرحم شاعرنا الكبير عبدالله البردوني ويسكنه فسيح جناته

    ردحذف

ويومكم مبارك ورمضانكم كريم

  ويومكم مبارك ورمضانكم كريم ونعود لنتواصل مع اليوم الجديد ............الجمعة 29-3-2024 ............جمعتكم مباركة واهلا بالاحبة والصورة من د...