الاثنين، 25 أبريل 2011

كتاب جديد للاستاذ حميد المطبعي ..موسوعة أعلام وعلماء العراق - الجزء الاول


 موسوعة اعلام وعلماء العراق
تأليف : حميد المطبعي



884 صفحة، حجم كبير-الجزء الاول


مؤسسة الزمان للصحافة والنشر


ترجمة الأعلام وتدوين سيرهم قديمة قدم الإنسان نفسه، ولاشك في إنها ظهرت مع الكتابة واستخدمتها في مسائل حياتها او في مسائل الترف العقلي الذي يجيء بعد استكمال الضروريات، وكثيراً ماتجيء الترجمة مع التأريخ موازية له في النشأة لأنها نوع من التأريخ للرجال على نسق معين، وقد عرفت الأمم تراجم رجالها من أجل الفخر بهم وتعظيم تأريخ تلك الأمم لذلك كانوا يلجأون في كثير من الأحيان الى اختلاق بعض الشخصيات من بنات خيالهم ليضيفوا اليهم أحداثاً تأريخية كانت قد وقعت فعلاً او كادت تقع، وحين تقادم العهد على هذه الشخصيات صارت جزءًا لايتجزأ من تأريخها، والأمثلة على ذلك كثيرة ولم يسلم التأريخ العربي القديم من مثل هذه الظاهرة يوم كانت الحياة تقوم على استشراف البطولة والصفات الحميدة وتشريف القبيلة فحيكت تراجم لرجال كادت الأجيال التي جاءت بعدهم تصدق أن هذه الشخصيات الحقيقية. ولكن الأمر اختلف تماماً حينما بلغ الفكر العربي الذروة في الوثاقة والصدق وتوخي الدقة العلمية والموضوعية لاسيما بعد بزوغ فجر الإسلام حيث رأى العرب المسلمون ضرورة تخليد رجالهم وتوثيق حياتهم بغض النظر عن ماهية تلك الشخصية وإتجاهاتها في المعتقد او منزعها في الفكر او انتمائها الى هذه القبيلة او تلك وحين أرادوا أن ينسبوا هذا الفن الجديد لديهم فإنهم نسبوه الى الأدب.


إن كاتب التراجم قد يكون متأثراً بعوامل شخصية او صلات رحمية او صهرية إلا إنه حين يكتب فإنه لاينسى أنه يؤرخ ولاينسى أن التاريخ يتطلب منه الصدق.. إن هذه المصداقية في القول هي مسؤولية شرعية وأخلاقية يدين بها، فهو عندما يترجم لهذا الشاعر او ذاك الفقيه او تلك الشخصية السياسية او الفنية او الأدبية فيجب أن يترجم بتجرد بعيداً عن العاطفة في المحاباة و الكراهية.


إن العمل الموسوعي ليس عملا ًكتابياً كسائر الأعمال الأدبية، بل هو عمل تربوي يمنح الباحث والمتتبع صورة واضحة من خلال استحضار الشخصية المترجم لها في الإحاطة والدراسة للجوانب المتباينة التي تميزت بها من الآخرين، ومن خلال مشاركاتها الاجتماعية لتطوير حركة المجتمع والتأثير فيه، ولما كان استحضار الشخصية هو استحضار الواقع المعاشي برزت من هنا أهمية الموسوعة في تدوين حركة التأريخ لأية أمة من الأمم فكانت ترجمة أي علم من أعلام المجتمع وتسجيل حركته وفاعليته وتأثيره عمل جبار يوثق النشاط الثقافي والحضاري للأمة.


ولهذا أولت الامم المتحضرة إهتماما ً متميزاً بتسجيل سير أعلامها ورجالاتها الذين أثروا في مسيرة حياتها وأحدثوا انعطافا ثقافياً وحضاريا ً وتاريخياً متميزاً، فبرزت أهمية الموسوعة في تدوين حركة التأريخ لأية أمة من الأمم، ولهذا لايمكن الفصل بين تدوين التأريخ العام و تدوين السير والتراجم لأن الحدث يتصل بمحدثه وهي علاقة جدلية صرف.


لقد ابتكر المحدثون أساليب جديدة مشوقة للتعريف بالأعلام الذين كان لهم في صنع التأريخ نصيب،وقد أتفقت هذه الموسوعات في طريقة تأليفها على وفق الحروف الهجائية وهذا هو عين مافعله الكاتب حميد المطبعي في هذه الموسوعة التي نحن بصددها مضيفاً اليها صور المترجم لهم مع بعض الوثائق الشخصية المهمة التي تتعلق بهم، وكانت مصادره في تثبيت المعلومات: المترجم له نفسهم - إن كانوا أحياء – او من أقاربهم او ذويهم او من الصحف والمجلات او من الكتب التي أصدرها المترجم له نفسه كما أضاف المؤلف نماذج لخطوط بعض المترجم لهم في الموسوعة او صورة لختمه وتوقيعه.






عرض: كوثر جاسم- مجلة الموروث -دار الكتب والوثائق -بغداد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ويومكم مبارك ورمضانكم كريم

  ويومكم مبارك ورمضانكم كريم ونعود لنتواصل مع اليوم الجديد ............الجمعة 29-3-2024 ............جمعتكم مباركة واهلا بالاحبة والصورة من د...