الأربعاء، 15 يونيو 2011

الدكتور أسعد محمد زيدان الجواري والتأسيس لدراسة تاريخ إيران الحديث والمعاصر في العراق

     الدكتور أسعد  محمد زيدان الجواري والتأسيس لدراسة تاريخ إيران الحديث والمعاصر في العراق
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث-جامعة بغداد

     أحب التاريخ منذ صغره ونشأ على المبادئ الوطنية  ،والقومية  ، وعندما كبر كان طموحه أن يصبح مؤرخا وهكذا حصل . والى شيئ من هذا القبيل تشير وثائقه وأوراقه الشخصية  التي يذكر فيها  انه ولد سنة 1951 في محافظة ديالى وانتقل مع أسرته إلى محافظة بغداد عام 1961م ودخل مدرسة الظفر الابتدائية  للبنين في السنة ذاتها  ،وكان مديرها المربي المعروف  الأستاذ عمران موسى البياتي رحمه الله ، ومنه تعلم  حب الوطن :العراق  والأمة العربية، ولازال حتى اليوم يذكر  وقفته صباح يوم كل خميس وأمامه صندوق دعم ثورة الجزائر والتي كانت تعيش ثورتها في مطلع الستينات من القرن الماضي وكان يضع  مصروف جيبه  البسيط فيه. ثم انتقل إلى مدرسة المعارف الابتدائية للبنين في الزعفرانية  مطلع السنة الدراسية 1965- 1966م، وتخرج فيها سنة  1967م ، وكان  الأول على المدرسة والتحق  بثانوية المروج للبنين وتخرج في  الفرع الأدبي سنة  1973م.
      دخل  قسم التاريخ بكلية التربية جامعة بغداد  ، وتخرج فيه  سنة  1977م، وعين  في السنة نفسها مدرسا في محافظة ديالى لمدة سنتين ونقل بعدها إلى ثانوية سعد بن أبي وقاص في قضاء المدائن في محافظة بغداد .وفي سنة  1980م التحق  بالخدمة العسكرية الإلزامية  ، وبقي فيها  حتى سنة  1985م, وفي السنة ذاتها  قبل  في الدراسات العليا لإكمال دراسة الماجستير في قسم التاريخ- كلية الآداب – جامعة بغداد وتخصص في التاريخ الحديث والمعاصر وكانت رسالته للماجستير بعنوان : " سياسة إيران الخارجية في عهد أحمد شاه 1909 1925" ، وقد قدمها سنة 1987  بإشراف  الأستاذ الدكتور كمال مظهر أحمد.
         وفي سنة  1988 عين  مدرسا في معهد إعداد المعلمين في الأعظمية ، ثم  عمل مدرسا في معهد إعداد المعلمات في شارع فلسطين، وفي سنة  1991م نقلت خدماته   إلى كلية الآداب- جامعة بغداد وبعد سنة انتمى للدراسات العليا  ، وبدأ يعمل للحصول على شهادة الدكتوراه في قسم التاريخ- كلية الآداب, وقد تخرج سنة  1995م، وكان عنوان أطروحته للدكتوراه :" العلاقات الإيرانية- الأمريكية 1951- 1959" , وكان المشرف عليها الأستاذ  الدكتور صالح محمد العابد رحمه الله . 
      تدرج في المراتب العلمية ، فحصل على لقب مدرس ثم على مرتبة أستاذ مساعد سنة  1998م. وخلال سنوات عمله في كلية الآداب شغل بعض المناصب منها منصب أمين مجلس الكلية  ثم أصبح معاونا للعميد  لشؤون الطلبة حتى سنة  2003م.  وقد أشرف على عدد من رسائل الماجستير وناقش  مجموعة من رسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه.
      من كتبه المنشورة: "إيران في عهد رضا شاه بهلوي 1925- 1941م " ،نشره  مركز الدراسات الإيرانية - جامعة البصرة سنة 1990م، و" سياسة إيران الخارجية في عهد أحمد شاه 1909- 1925م" ، مركز الدراسات الإيرانية, جامعة البصرة 1990.


        كما نشر عددا من البحوث منها: " حكومة المارشال في إيران 1949- 1950م" ، " النفوذ الأوربي في إيران 1856- 1925م" , "العلاقات البريطانية مع الإمارات العربية 1914- 1941م " , و" موقف بريطانيا من التطورات الداخلية في الإمارات العربية 1914- 1941م " ،و" استقلال البحرين ". منشور في موسوعة تاريخ البحرين،و"موقف الولايات المتحدة من أحداث إيران 1975- 1979م" ,  منشور.و" موقف الاتحاد السوفيتي من ثورة إيران 1979م" , منشور. و" الأوضاع الاقتصادية في اليمن 1962- 1995م" , منشور " ودور الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في تهجير يهود اليمن إلى فلسطين" ، منشور.و" موقف العراق الرسمي والشعبي من عدوان 5 حزيران 1967م " , منشور.و" دور إيران في تهريب يهود العراق 1948- 1951م " , منشور.
    عمل أستاذا زائرا في كلية التربية في عمران التابعة لجامعة صنعاء سنة 2004  وكذلك في كلية التربية في خولان التابعة لجامعة صنعاء وهو عند كتابة هذه السطور متعاقد مع كلية التربية –زبيد –جامعة الحديدة وللمدة من 2005 وحتى نهاية السنة 2011 .   
      له آراء وأفكار يعتمدها في قراءة وكتابة التاريخ منها أن الإنسان دأب على تدوين الأحداث المهمة في حياته ، منذ أن عرف التدوين، ومنذ ذلك التاريخ تحولت كثير من المدونات التاريخية إلى وسائل لترويج الأعمال الشخصية للحكام والمتنفذين, ولم يتورع كثير من الحكام وأصحاب القرار في تزوير كثير من حقائق التاريخ,  فلا غرو أن تكون مهمة المؤرخ من أصعب المهام التي تتطلب الحياد التام والتجرد من المصالح الخاصة, وصولا إلى الحقائق أو الاقتراب منها, وبالتأكيد إن هذا الأمر يتطلب جهودا استثنائية تستدعي تكاتف الجميع من أجل إعادة كتابة تاريخ العراق والأمة العربية والمنطقة بشكل عام, وتقديمه للقارئ بصيغته الجديد التي تمنح الأمة مكانتها اللائقة بين الأمم والشعوب.
          من أجل ذلك يرى أنه  تبلورت في العراق خلال الثلاثين سنة الماضية " مدرسة تاريخية عراقية  متميزة " ، شقت طريقها بنجاح في تكوين تصور جديد عن تاريخ العراق والأمة العربية والمنطقة, وقدمت نتاجا متميزا تمثل في عدد من المؤلفات التاريخية المهمة ورسائل الماجستير وأطروحات الدكتوراه التي اتبعت منهج البحث العلمي الرصين.  هذا فضلا عن اعتماد   شروط البحث العلمي والرصانة  فيها  ، ويتضح هذا من خلال السعي بأتجاه توفير  المصادر التاريخية الأساسية  المتمثلة بالوثائق والمخطوطات والأوراق الشخصية والمذكرات والمقابلات والصحف والمجلات والموسوعات وما شاكل ذلك من المصادر .
          وبقدر تعلق الأمر بأختصاصه الدقيق وهو " تاريخ إيران الحديث والمعاصر " , فإن الموضوع بحد ذاته – كما يقول الدكتور أسعد الجواري -  ينطوي على صعوبة بالغة  ليس للمؤرخين العراقيين والعرب فحسب وإنما للمؤرخين الإيرانيين  أنفسهم, وبالتأكيد ستكون الصعوبات أكبر بالنسبة للمؤرخين العراقيين والسبب هو طغيان الجوانب السياسية والايدلوجية على الجوانب التاريخية , لكن مع ذلك ينبغي على المؤرخ أن يبذل جهودا حثيثة من أجل العودة إلى كم كبير من المصادر والمراجع المختلفة وبلغات متعددة منها  مراجع ومصادر مختلفة باللغات  العربية ،والفارسية، والانكليزية ،والروسية، والفرنسية وعندئذ ،  لابد وأن تتكون عند المؤرخ والباحث  فكرة جيدة ، وصورة واضحة عن تاريخ إيران الحديث والمعاصر.ويضيف الدكتور الجواري إلى ذلك قوله انه بذل جهودا كبيرة من اجل أن يقترب من  فهم واستيعاب الكثير من مداخل وخصوصيات موضوعه ويعتقد انه نجح –إلى حد كبير – في  أن يضيف إلى المدرسة التاريخية العراقية  نمطا جديدا من البحوث والدراسات المعمقة التي تتناول تاريخ  ايران : الجارة الشرقية للعراق وعلاقاتها الإقليمية والدولية  .فضلا عن أوضاعها السياسية الداخلية وسياستها الخارجية .

                 

  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تقديم الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف* لكتاب الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي الموسوم ( رجال ونساء الخدمات المجتمعية في الموصل خلال العهد العثماني )

                          الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي يهدي الدكتور ابراهيم  خليل العلاف عددا من مؤلفاته المنشورة      تقديم  الاستاذ الدكت...