الأربعاء، 28 مارس 2012

الدكتور رعد احمد أمين الطائي مؤرخا ورياضيا


      الدكتور رعد احمد أمين الطائي مؤرخا ورياضيا
                                         ا.د.إبراهيم خليل العلاف
                              أستاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل
    منذ أن أشرفت عليه في أطروحته للدكتوراه ، عرفته عن كثب مع أنني وافقت على الإشراف عليه لأسباب أهمها أن الموضوع الذي كان سيكتب فيه موضوع صعب لايحتاج مؤرخا فحسب بل رياضيا مارس الرياضة وتمرس في إحدى لعباتها وهكذا كان عندما تمت الموافقة في قسم التاريخ بكلية التربية –جامعة الموصل على تسجيل أطروحته الموسومة : " تاريخ الحركة الرياضية والكشفية  في الموصل منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى سنة 1958 " . وفي الوقت المحدد أنهى كتابة الأطروحة ونوقشت أمام لجنة علمية مشتركة بين  أساتذة في التاريخ وأساتذة متخصصين بالتربية الرياضية  .
    الدكتور رعد احمد أمين الطائي شاب طموح ويريد أن يكون متميزا  ، وأنا أرى بأن له إمكانيات كبيرة ليس على صعيد الكتابة التاريخية فحسب بل على صعيد الكتابة الصحفية .وكثيرا ما أشجعه للولوج في ميدان الصحافة الورقية والالكترونية. 
     ولد في الموصل بالعراق في يوم 12 / من آيار / مايس سنة 1961 ، نشأ وترعرع بين أحضان محلات مدينة الموصل القديمة ( باب المسجد والمكاوي ) ، وتلقى تعليمه الأولي في كتاتيب جوامع تلك المحلات التي تقع فيها أشهر جوامع الموصل ( الجامع ألنوري الكبير وجامع النبي جرجيس وجامع النبي دانيال وجامع جمشيد وجامع السلطان ويس ) وغيرها . ومن الشيوخ وعلماء الدين الذين تقلى بعض علومه على أيديهم تزامناً مع دراسته الابتدائية والمتوسطة الشيخ عبد الوهاب الشماع في الجامع ألنوري الكبير والشيخ ذنون في الجامع  نفسه ، والشيخ شعبان بجامع جمشيد والشيخ علي  حامد الراوي في جامع اليقظة في منطقة الموصل الجديدة ، بدأ الدراسة الابتدائية في مدرسة الاحرار في منطقة النبي جرجيس وأكمل المتوسطة في ( الفاروق ) والإعدادية ( المركزية ) ..قضى جزءا من حياته في مجزرة الموصل مع والده وإخوته وأبناء عمومته فهو ينتمي لعشيرة تخصصت بمهنة ( الجزارة ) ، وعمل والده رواساً ، والرواس هو من يجزر الأغنام ويقوم بتنظيف مفاصلها المختلفة ويقوم بتوزيعها على محلات الباحة الأكلة صاحبة الشهرة الواسعة في البلاد والذات في مدينة الموصل وعلى ضوء ذلك لقب والده بـ ( احمد ألرواس ) وكان مشهوراً لدى شرائح كبيرة من شرائح المجتمع الموصلي بذلك .
   تتلمذ المؤرخ رعد احمد أمين على يد العديد من أساتذة العلوم المختلفة المشهورين في الدراسة الإعدادية منهم ، صلاح الدين حميد ، محمد طاهر الطحان ، مؤيد الفارس  ، توفيق الفخري ، عبد الحميد خضر ، سالم ابلحد ، شاكر محمد ، ، ، حميد مجيد ، وسالم إسماعيل .
   عند تخرجه من الدراسة الإعدادية كان من المتفوقين وبمعدل جيد جدا ولم يتردد باختيار رغبته في إكمال دراسته الأكاديمية في قسم الإعلام جامعة بغداد وذلك سنة ( 1983 – 1984 ) رغم وجود خيارات عديدة أخرى يؤهله معدله للدخول فيها ، وقد قطع شوطا جيداً وبتفوق في قسم الإعلام تمثل بالفصل الأول من العام الدراسي ، إلا أن ظروفا عائلية اضطرته للانتقال إلى جامعة الموصل مختارا قسم التاريخ في كلية الآداب ، وعند التحاقه بالدراسة هناك وجد نفسه محبا للتاريخ وشغوفا بقراءة كتبه المختلفة ، لاسيما وان وجود نخبة من الأساتذة الذين يعدون مدارس في اختصاصاتهم المختلفة ، منهم عامر سليمان ، سالم احمد محل ، عبد الجبار قادر غفور ، عماد  احمد عبد الصاحب الجواهري ، عبد التواب احمد سعيد ، توفيق  سلطان اليوزبكي رحمه الله  ، عبد المنعم رشاد  رحمه الله ، محمود ياسين ، نجلة الصباغ ، غانم عبد الله خلف ، ، محمد علي داهش ، هاشم  يحيى الملاح ، ناطق صالح مطلوب ، عماد الدين خليل ، عادل نجم عبو رحمه الله  ، عبد الرحيم ذنون الحديثي  ، وآخرين كان لهم فضل كبير على في تحبيب التاريخ إليه كما يقول .
   حصل على شهادة البكالوريوس في التاريخ سنة 1988 ، والتحق بخدمة العلم وقضى فيها سنتان ونصف السنة ، بعد تسرحه عُيّن موظفاً بدرجة معاون ملاحظ في ديوان رئاسة جامعة الموصل بتاريخ 3 آب سنة 1993 وعمل خلال ما يقارب عشرة سنوات في مفاصل عدة من جامعة الموصل منها معاوناً لمدير وحدة الحرس الجامعي ومديراً لها ثم مديراًَ للإدارة في " مركز دراسات الموصل " عاد  بعد ذلك معاونا للمدير في وحدة الحرس الجامعي ، في سنة 1999 وعند استحداث هيئة الشباب والرياضة في محافظة نينوى نقل إليها  بناءا على طلبه ولحاجة الهيئة لخدماته ثم عاد إلى جامعة الموصل بعد 8 أشهر وبناءا على طلبه أيضا .
    في سنة 2002 بدا بإكمال دراسته العليا وحصل على الماجستير في التاريخ الحديث - كلية الآداب – جامعة الموصل .وكان عنوان رسالته : "  عبد المنعم ألغلامي ، دراسة تاريخية في نشاطه الثقافية والصحفي والسياسي 1889 – 1967 "  ، وعند حصوله على الماجستير سنة 2005 نقل إلى كلية الآداب بدرجة مدرس مساعد وحصل على الدكتوراه في التاريخ الحديث في كلية التربية جامعة الموصل سنة 2010  بأطروحته الموسومة : "  تاريخ الحركة الرياضة والكشفية في الموصل 1958 – 1980 "  .
    خلال إكماله دراسته العليا ( الماجستير في كلية الآداب والدكتوراه في كلية التربية ) ، كان من المتفوقين بين أقرانه ، والفضل في ذلك يعود لأساتذته في هذه المرحلة ، منهم الأستاذ الدكتور إبراهيم  خليل العلاف ( المشرف على أطروحته للدكتوراه ) ، والدكاترة خليل علي مراد وجاسم محمد حسن العدول  رحمه الله ،ونمير طه ياسين وزهير علي النحاس ( المشرف على رسالته للماجستير ) وعصمت  برهان الدين عبد القادر وعدنان سامي نذير .
   أما مسيرته الرياضية فهي طويلة بدأت منذ صغره مبتدئا بظهوره بطلا  في العاب الساحة والميدان لمدارس الموصل المتوسطة ثم الإعدادية في عدو المسافات الطويلة والمتوسطة.  وقد مثل منتخب الموصل المدرسي لسنين عديدة في بطولات تربيات العراق . كما حصل على المراكز الأولى وعلى اثر ذلك تم ضمه إلى" منتخب شباب العراق" كما مثل فرق الإعدادية المركزية بكرة القدم ثم نادي الفتوة ونادي العمال ونادي الطلبة والشباب بكرة القدم واستمر بتمثيله لنادي الموصل ومنتخب الموصل بالعاب الساحة والميدان وبطولات العراق بركضة الضاحية والعدو الريفي ، وقام بتدريب نادي العمال بكرة القدم لموسمين 1986 – 1987 قام بتدريب فريق الفرقة 38 بالعاب الساحة والميدان في موسم 1992 ، واستمر في ممارسته لعبتي كرة القدم والساحة والميدان ، خلال دراسته البكالوريوس مثل منتخب الكلية ومنتخب الجامعة وأحرز المركز الأول بركض الضاحية لعامين متتالين في ببطولة الجامعة باختراق الضاحية 84 – 85 و 85 – 86 .
   بعد تخرجه من كلية الآداب وخضوعه لخدمة العلم مثل العاب الفرقة المدرعة الثالثة ومنتخب الفيلق الثاني وكان بطلا للفيلق الثاني والفرقة الثالثة بعدو المسافات الطويلة وأحرز المركز الثاني بركضة 1500م في بطولة الجيش العراقي سنة  1991 ، ثم مثل فرق قوات القعقاع الفرقة الرابعة بالعاب الساحة والميدان وكرة القدم وحصل على كاس المحافظة بكرة القدم مع منتخب الفرقة الرابعة بعد فوزه على نادي الموصل 1- صفر سنة1991 ، عمل سنين  طويلة في مفاصل منتظمة الشباب كمسؤول عن النشاط الرياضي في نينوى ورئيسا للجان عديدة فيها .
   في السنة 1996 – 1997 بدا مشواره الرياضي مع التحكيم حاصلا على شهادة تحكيمية بتفوق وتدرج في التحكيم حتى رقي إلى درجة أولى عام 2003 وقد شارك في قيادة عدد كبير من المباريات في دوري أندية القطر بدرجاته المختلفة استمر في التحكيم حتى سنة 2011 وبدا مشاور الإشراف على مباريات دوري القطر بخماسي الكرة .
    انفرد عن زملائه من المؤرخين في اختصاصه الدقيق ، ويعد الأول في  ولولوج ميدان الاهتمام بالتاريخ الرياضي في الموصل . ففضلا  عن اطروحته في هذا الاختصاص وبحوثه العديدة التي تؤرخ لمفاصل عديدة في تاريخ الرياضة في الموصل والعراق ، فهو مسؤول عن القسم الرياضي في مطبوعتين تصدرهما  جامعة الموصل  وهما : ( مجلة مناهل جامعية ، وجريدة ومضات جامعية ) اللتان تصدران عن مديرية العلاقات والإعلام في جامعة الموصل ، ولا تخلو الصحف الرياضية المتخصصة في الموصل من مقالاته المتعددة التي من خلالها تؤرخ للحركة الرياضية في العراق والموصل على وجه الخصوص ، وهو عضو في " هيئة احياء وتوثيق التاريخ الرياضي للموصل" ، والتي تعمل على كتابة موسوعة رياضية عن مدينة الموصل . 
   كانت باكورة كتبه المؤلفة في التاريخ سنة 2012 كتابه :( الحركة الرياضية والكشفية في الموصل منذ أواخر  القرن التاسع عشر حتى عام 1958 ) . له بحوث ومقالات عديدة منشورة في الصحف والمجلات الموصلية والعراقية ،كما أن لديه محاولات في كتابة الشعر  والقصة القصيرة وله عشرات النتاجات الأدبية المتنوعة منشورة في الصحف الموصلية والعراقية .
   كأي منتم للمدرسة التاريخية المعاصرة ،فهو يحرص في كتاباته على التوثيق والتهميش والعودة إلى المصادر الأساسية وهو يرى أن التاريخ الرياضي الموصلي والعراقي والعربي لم يكتب بعد كما ينبغي لذلك فهو يعمل بنصيحة أستاذه الأستاذ  الدكتور إبراهيم خليل العلاف للاهتمام بجمع التراث الرياضي والصور الرياضية والاتصال برموز الحركتين الرياضية والكشفية من اجل تهيئة المواد الخام لكتابة التاريخ الرياضي الموصلي والعراقي والعربي الحديث .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معنى كلمتي (جريدة ) و(مجلة )

  معنى كلمتي ( جريدة) و(مجلة) ! - ابراهيم العلاف ومرة تحدثت عن معنى كلمة (جريدة ) وقلت ان كلمة جريدة من   (الجريد) ، و( الجريد) لغة هي :  سع...