الأحد، 9 ديسمبر 2012

الجابي ومصلحة نقل الركاب

الجابي ومصلحة نقل الركاب 
ابراهيم خليل العلاف
من منا لايتذكر باصات  " مصلحة نقل الركاب في بغداد " وبعض المحافظات ومنها الموصل سواء ذات الطابق الواحد او الطابقين ..سماها الناس لدقة مواعيدها ، ولامانتها ، ونظافتها ، وتنظيمها الجميل وارتياح الركاب لها ب"الامانة ".  كنا نضبط ساعاتنا على اوقات سيرها وتنقلها بين المناطق ..السائق وقاطع التذاكر (الجابي ) والمفتش الذي يدقق على تذاكر الركاب يلبسون زيا جميلا متميزا . وكان القسم الامامي من المقاعد  ب14 فلسا  (خشب مغطى بالجلد ) والقسم الخلفي ب10 فلوس(مقاعد خشبية )  . هذه الخدمة بسياراتها الانكليزية الحمراء اللون، دخلت بغداد سنة 1938 بموجب  قانون مصلحة نقل الركاب  رقــم ( 38 ) لسنة 1938 وحدد رأسمالها بمبلغ ( 200 ) الـف دينار ويستقرض بضمانة الدولة ، وعدت الدولة  هذا المشروع من المشاريع ذات النفع العام . وكان لمصلحة نقل الركاب  شخصية معنوية يحق لها امتلاك الأموال المنقولة وأعطي للمصلحة حق احتكار نقل الركاب في منطقة عملها والتي حددت لتشمل دائرة نصف قطرها ( 10 ) كم ويكون الباب الشرقي مركزاً لهذه الدائرة وقد تم إخضاع إدارة المصلحة إلى " شعبة النقليـات في أمانة العاصمة " واستمرت شعبة النقليـات بمهمة النقل في العاصمة حتى سنة  1947 حين تقرر تدوير رأسمالها المقدر بــ ( 240 ) ألف دينار ضمنها (113) حافلة مستعملة   و( 7 ) بـاصات جديدة و( 27 ) سيارة مستهلكة إلى المصلحة ومن دون ان يفك  ارتباطها من أمانة العاصمة بل بقيت تابعة لها ويرأسها أمين العاصمة .تم فك ارتباط المصلحة عن أمانة العاصمة وتم ربطها بوزارة الداخلية وأصبح تشكيلها بمستوى مديرية عامة مستقلة بموجب القانون رقم 62 لسنة 1950 . وفي سنة  1959 فك ارتباطها من وزارة الداخلية والحقت  بوزارة البلديات. وفي سنة 1976 تم ارتباط  المصلحة بالمؤسسة العامة للنقل البري العراقية وبعد إلغاء المؤسسة أصبحت ارتباطها  بوزارة النقل والمواصلات مباشراً .تم تحويل " المنشأة العامة  لنقل الركاب  " وهذا اسمها الجديد الى " الشركة العامة لنقل الركاب " استناداً لأحكام المادة ( 6 ) من قانون الشركات رقم ( 22 ) لسنة 1997 وابتداء من سنة  1998 . الصورة المرفقة لاقدم جابي –محصل النقود في بغداد وهو يرفع صورة الباص الذي عمل فيه  وشكرا لصفحة "شارع المتنبي " على الفيسبوك .ومن الطريف انه في داخل سيارات المصلحة كانت ثمة عبارة تقول :"ساعد الجابي بأصغر نقد كافي " فأعترض اللغوي الكبير الاستاذ الدكتور مصطفى جواد في برنامجه من اذاعة بغداد "قل ولاتقل " قائلا "لاتقل ساعد الجابي بأصغر نقد كافي " بل قل " ساعد المحصل بأصغر نقد تحمل " .كما وثق الفيلم السينمائي الشهير " الجابي " بطولة الفنان الاستاذ  اسعد عبد الرزاق  مصلحة نقل الركاب سينمائيا . حقا ارتبطت "مصلحة نقل الركاب " كمؤسسة بحياة الناس في العراق فأصبحت جزءا من تاريخهم الذي يفخرون به.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مقدمات العلاف

  مقدمات  العلاف* خلال سنوات طويلة ، تشرفتُ بكتابة مقدمات لكتب ، اصدرها كتاب ومؤرخون واساتذة اجلاء .. ومراكز بحثية رصينة صدرت تتعلق بموضوعات...