الثلاثاء، 24 مايو 2016

أدب المذكرات في العراق للاستاذ رفعت عبد الرزاق















أدب المذكرات في العراق
بقلم : الاستاذ رفعت عبد الرزاق 

عضو اتحاد كتاب الانترنت العراقيين 
تعد كتب المذكرات من أمتع المؤلفات، وأكثرها أهمية للقارئ العادي، أو الباحث المتتبع.
وقد أصبحت هذه المؤلفات من أهم المصادر التي يعتمد عليها كتبة التاريخ الحديث، على الرغم من المطاعن الكثيرة الموجهة إليها؛ لتناولها الجانب الشخصي البحت، وانحيازها التام، مما يدعو إلى الحيطة والحذر عند الرجوع إليها. 
وتبدو أهمية هذه الكتب من إقبال القراء وحرصهم على الاطلاع عليها، هذه الأهمية (العلمية)، أو (التجارية) التي دفعت دور النشر إلى التوجه لنشر هذه الكتب والاهتمام بأمرها. 
وفي الوقت نفسه، فقد أدرك بعض من كتب مذكراته خطورة ما يكتبونه للأجيال الطالعة، فشحن مؤلفاته بالنصوص الوثائقية الطويلة بلا مبررٍ كافٍ، كما أنَّ أغلب من كتب مذكراته كتبها وما زال يحمل الحساسيات الشخصية القديمة نفسها، فترى هذه المذكرات وكأنها كُتبت لتبرير أخطاء جسيمة، والدفاع المتشنج عن النفس بشكل مفضوح، بل إنَّ بعضها غفل عن مواقف تاريخية معينة كان الكاتب في مركز الحدث، أو إنَّهُ مسخ يعض الحقائق. 
يقول محمد حسين هيكل في مقدمة "مذكراته": «ونحن إذ تفصل السنون بيننا وبين الحوادث بهذا المقدار، نراها في ضوء يختلف عما أحاط بها عند حدوثها، ذلك لأَنَّها يوم تحدث تثير من عواطفنا وقد تتأثر منافعنا العاجلة، فلا يكون العقل وحده هو الذي يحكم عليها» [مذكرات في السياسة المصرية: ج1/ ص 5].
وما قاله "هيكل" لا ينطبق على أكثر المذكرات العراقية، وحسبنا الإشارة إلى ما كتبه (خليل كَنَّة) من تحامل متطرف على خصومه السياسيين، والتعسف في تفسير العديد من مواقفه. أو إغفال (توفيق السويدي)، و(علي جودت) لحادثة "اجتماع قصر الرحاب" عام (1952)، مع أنَّهما كانا من ضمن الحاضرين في الاجتماع، ومعرفتهما لخطورة الاجتماع، وما حدث خلافه (!). 
وما ذكره (محمد مهدي الجواهري) في مذكراته التي نشرتها إحدى المجلات العربية من هجوم قاسٍ على شخصيات معروفة بنزاهتها السياسية. 
هذا التداعي ذكرته وأنا أطَّلِعُ على بحث الأُستاذ الكبير (كوركيس عوَّاد) عن (أدب المذكرات في العراق) الذي أتحفتنا به (مجلة المجمع العلمي العراقي) في عددها الأخير لسنة (1986)، وأُستاذنا الفاضل (كوركيس عوَّاد) في مقدمة علماء العرب في فهرسة الفكر العربي وتوثيقه، بل هو بحق (ابن النديم) في وقتنا؛ لخدماته العلمية الكبيرة التي جعلته يتبوأ منزلة علمية رفيعة استحقها بجدارة وصبر طويل، منذ أنْ انتبه إلى أمره المرحوم العلَّامة (ساطع الحصري) في الثلاثينات، حتى أصبح من العلماء القليلين الذين تستشيرهم المؤسسات الثقافية في الشرق والغرب. 
وها هو اليوم في تحفته الجديدة التي سمَّاها (أدب المذكرات في العراق) التي حاول فيها فهرسة ما كُتب من مذكرات عراقية على شكل كُتب مستقلة، أو حلقات في الصحف والمجلات، أو التي لا زالت مخطوطة تنتظر تعميم فائدتها. 
وإني إذ أكتب استدراكاتي على ما كتبه أُستاذنا عوَّاد، أودُّ أنْ أُشير إلى أنَّ مقالي لا يقلل من جهد المؤلف الفاضل. 
لقد غفل الأُستاذ كوركيس عوَّاد عن عدد كبير من المذكرات العراقية المطبوعة والمخطوطة، ولا أدري كيف بدأ وكيف انتهى في كتابة قائمته، وما هي مصادره، فالأخطاء التي وقع فيها أو إهماله لهذا العدد من المذكرات المعروفة التي دفعتنا إلى وضع هذا المستدرك. 
فمن المذكرات المنشورة على هيئة كتب مستقلة، أغفل المؤلف: 
- مذكرات الشيخ علي الشرقي، الموسومة بـ(الأحلام) بغداد، 1963م. 
- ومذكرات علي محمود الشيخ علي، التي حققها الدكتور محمد حسين الزبيدي، بغداد، 1985م. وقد نشر معها تعليقات (رشيد عالي الكيلاني) على المذكرات.
- ومذكرات ذنون أيوب في سبعة أجزاء (1980- 1986).
- ومذكرات عبد الكريم الأزري المطبوعة في بيروت في جزأين. 
- ومذكرات صبيحة الشيخ داود، الموسومة بـ(تصدع البشرية من خلال ويلات الاستبداد والعبودية).
- ومذكرات عبد الرحمن البزاز الموسومة بـ(صفحات من الأمس القريب).
- ومذكرات الدكتور عبد المجيد القصاب، الموسومة بـ(لمحات دبلوماسية). 
- ومذكرات مالك سيف (تجربتي في الحزب الشيوعي).
- ومذكرات عدنان الراوي (من القاهرة إلى معتقل قاسم).
- ومذكرات داود سمرة.
- و(من ذكرياتي الأدبية) لحارث طه الراوي. 
- و(مع الأعوام) للدكتور عزيز الحاج. 
- و(ذكريات الصبا) لنجم عبدالله السعدون.
- و(صفحات من حياة الدكتور محمد حسن سلمان).
- و(صورة أب) لرفعت كامل الجادرجي.
- و(نضالي) للحاج خير الله طلفاح. 
- و(ذكريات وادي الرافدين) لأنور شاؤول. 
- و(اعترافات راشد ، أو مذكرات شيوعي).
- و(بغداد كما عرفتها) للحاج أمين المميز. 
- و(مذكرات مسلول) لعباس عنبر. 
- و(مذكراتي السينمائية) لياس علي الناصر. 
- و(عشرة الآف ليلة) مذكرات سندرسن باشا، طبيب العائلة المالكية في العراق، لمترجمه (سليم طه التكريتي). 
- و(رجال ومراكز القوى في بلاد الشرق) للدكتور فريتز غروبا، الوزير المفوض الألماني في جزأين، ترجمة الدكتور فاروق الحريري.
- وما ترجمه نجدة فتحي صفوة في كتابه (العراق في مذكرات الدبلوماسيين الأجانب). 
- وذكريات أحمد فوزي عبد الجبار في كتبه التاريخية الأخيرة. 
وهناك مذكرات كتبها بعض الضباط الأحرار عن ثورة 14 تموز 1958، ومنها:
- كتب صبيح علي غالب، وعبد الكريم فرحان، ومحسن حسين الحبيب، وصبحي عبد الحميد. 
كما تشمل القائمة كتب مذكرات أُخرى، مثل: 
- (حفلة تعذيب صاخبة) للحكيم راجي عباس التكريتي.
- و(ذكريات) طارق توفيق.
- و(ما شاهدت وما صورت) لقاسم رؤوف.
- و(أسرار مقتل العائلة المالكة في العراق) لفالح حنظل. 
- و(هنا برلين حي العرب) ليونس بحري. 
- و(مذكرات أفضل، المرأة التي تحولت إلى رجل) لأفضل عبد الكريم. 
- و(مذكرات اللص المثقف) لإحسان البكري. 
وجميع الكتب المذكورة أعلاه مطبوعة ومتداولة. 
وهناك مجموعة من المذكرات المخطوطة لم يذكرها الأُستاذ كوركيس، مع إنَّهُ ذكر مخطوطات أُخرى، فمن المخطوطات التي نستدرك بها هنا: 
- (مذكرات روفائيل بطي)، وقد حققها نجدة فتحي صفوة، وهيأها للنشر مع مذكرات (رستم حيدر) أيْضًا. 
- ومذكرات (عبد الكريم العلاف) وكانت لدى المرحوم علي الخاقاني.
- ومذكرات (خير الدين العمري) الموسومة بـ(مقدمات ونتائج) وتوجد نسخة منها مكتوبة على الآلة الطابعة في (مكتبة المؤسسة العامة للآثار والتراث).
- ومذكرات (محمود الشابندر)، وقد حققها حكمت رحماني. 
- ومذكرات (علي البازركان) لدى نجله إحسان البازركان.
- ومذكرات (عيسى عبد القادر) شاعر بغداد في ثورة العشرين، وقد اطلع عليها الأُستاذ عبد القادر البراك.
- ومذكرات (مزاحم الباجه جي)، وقد أودعها قبيل وفاته لدى احد المصارف السويسرية.
- و(مذكراتي في العراق 1914- 1958) لعبد العزيز ياملكي.
- و(يوميات مصطفى العمري)، وهي لدى نجله المحامي موفق العمري. 
- و(من حياتي) لعبد الجبار الجومرد. 
- و(مذكرات ولمحات 1940- 1958) لصالح الحيدري. 
- و(بطل الإسلام) لمهدي الخالصي. 
- و(وجوه عراقية) لتوفيق السويدي. 
- و(أشخاص وأحداث) لأحمد زكي الخياط. 
- و(أوراق حسين الرحال)، و(العراق بين عهدين) لحازم المفتي. 
- و(العراق في سبع سنوات) لموسى علي. 
- و(مذكرات هبة الدين الحسيني) وقد نشر علي الخاقاني بعضها في كتابه (شعراء الغري). 
- ومذكرات الدكتور شوكت الزهاوي.
- ومذكرات فائق السامرائي.
- ومذكرات خليل إبراهيم.
- ومذكرات حمدي بابان. وقد اطلع عليها الدكتور مصطفى جواد، وقد كُتِبَت باللغة التركية. 
- و(مذكرات الدفتري) وهي لدى نصير الجادرجي. 
وهناك جمع من المذكرات ظهرت منشورة على صفحات الجرائد والمجلات على شكل حلقات، وقد ذكر الأُستاذ (كوركيس عواد) بعضاً منها. غير أَنَّهُ غفل عن قسم كبير من هذه المذكرات، مثل: 
- مذكرات الصحفي أمين أحمد عن فترة اعتقاله بعد عام 1941م، وقد نشرها في مجلة (الإذاعة والتلفزيون) عام 1963م. 
- ومذكرات الدكتور مصطفى جواد عن ثورة 1920 في ديالى في مجلة (المناهل) سنة 1963م.
- ومذكرات رشيد عالي الكيلاني في مجلة (آخر ساعة) القاهرية سنة 1957م. وقد قيل إنَّ محي الدين السهروردي قام بتحقيقها وهيأها للنشر. 
- ومذكرات الدكتور حمدي الخياط في مجلته (بريد الشرق) الصادرة في المانيا سنة 1983م. 
- ومذكرات محمد مهدي الجواهري في مجلة (المجلة) الصادرة في لندن عام 1982م. 
- ومذكرات عطا صبري.
- ومذكرات عبد الوهاب البياتي في مجلة (فنون).
- ومذكرات بدر شاكر السياب في جريدة (الحرية) سنة 1959م. 
- ومذكرات جميل عباس (جمولي) في مجلة )(الإذاعة والتلفزيون).
- ومذكرات فلاح حسن في مجلة (الوطن الرياضي) سنة 1986.
- ومذكرات بغدادي (محمد رؤوف السعودي، أبو عطوف) في مجلة (المورد) سنة 1979م. 
- ومذكرات وحيد الدين بهاء الدين في مجلة (صوت الاتحاد) سنة 1985م. 
- ومذكرات حارث طه الراوي الأدبية في مجلة (الأديب) البيروتية في السبعينات. 
- ومذكرات عبد القادر البراك في مجلات عديدة على شكل مقالات مستقلة. 
- ومذكرات معروف الرصافي التي تحدث بها إلى كامل الجادرجي. وهي مخطوطة في (مكتبة المجمع العلمي العراقي)، ونشرته غير كاملة مجلة (الثقافة الجديدة) سنة 1943م. 
- ومذكرات صادق الأزدي الصحفية التي بدأ بنشرها تحت عنوان (خمسون سنة صحافة) في جريدة (الاتحاد) البغدادية سنة 1986م. 
- ومذكرات محمود الدرة عن ثورة الشواف، التي نشرها في مجلة (دراسات عربية) البيروتية سنة 1966م. 
ولا بد لنا في هذا العرض أنْ نشير إلى بعض المعارك الكتابية التي اتخذت شكل المذكرات، مثل (المعركة) التي دارت على صفحات جريدة (المواطن) البغدادية سنة 1952م، عندما نشر محمود الدرة سلسلة مقالات بعنوان (وراء البوابة السوداء) عن ذكرياته للأحداث التي جرت عقب انقلاب بكر صدقي، حتى الحرب العراقية البريطانية سنة 1941م. 
فردَّ عليه، أو عقَّبَ: حسين فوزي، وعبد العزيز ياملكي، وطه الهاشمي، ويوسف العزاوي، وصالح زكي الطائي في الجريدة نفسها. كما كتب معقِّبًا المحامي حازم المفتي، وحلمي عبد الكريم في مجلة (قرندل)، كما نستطيع أنْ نعدَّ ما كُتب عن ثورة 14 تموز 1958م في مجلة (آفاق عربية) ضمن الندوة التي أدارتها المجلة مع الضباط الأحرار من قبيل معارك المذكرات. 
ومن الجدير بالذكر أنَّ مجلة (الوادي) البغدادية التي أصدرها الصحافي القدير خالد الدرة أصدرت سنة 1959م عددًا خاصًا عن الشاعر الكبير معروف الرصافي، كتب فيه مجموعة من المذكرات عن الشاعر لمنير القاضي، ومحمد رضا الشبيبي، وخالد الدرة، ومحمد بهجة الأثري، وكامل الجادرجي، ومصطفى علي. 
وأتمنى أنْ تتاح لي الفرصة لنشر قائمة تفصيلية بما كتب من مذكرات عراقية بشكل علمي كامل، وما كتب حولها من تعقيبات وردود. 
وقبل أنْ أُنهي هذا المقال، أود الإشارة إلى بعض ما أورده أُستاذنا كوركيس عواد في قائمته، فكتاب (المبادئ والرجال) لمحسن أبو طبيخ ليس من كتب المذكرات، بل هو تعقيب على حادثة انقلاب بكر صدقي سنة 1936م.
كما لا نستطيع أنْ نعد (جرائم مرت أمامي) لمصطفى علي، و(بغداديات) لعزيز الحجية، و(الأكراد ملاحظات وانطباعات)، و(ثلاثة أيام في حمام العليل) لإسماعيل فرج، و(محاكمة كامل الجادرجي)، و(نقدات كناس الشوارع) لميخائيل تيسي من كتب المذكرات، كما أنَّ كتاب (الأيام السود) لرفيق التميمي مختص بحوادث فلسطين، ومؤلفه فلسطيني معروف.
__________________________________
*قام بطبع هذه المقالة الجميلة وارسالها لي لنشرها الصديق الاستاذ ياسر عبود العلواني .. وكنت قد طلبت من الاستاذ رفعت عبد الرزاق بعد ان عقب على ما كتبته عن المذكرات ان يلخص ما كتبه سابقا عن ادب المذكرات فتبرع الصديق والاخ الاستاذ ياسر فطبع المقالة مشكورا وها انا انشرها تعميما للفائدة وخدمة للعلم وأهله .........ابراهيم العلاف

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معنى كلمتي (جريدة ) و(مجلة )

  معنى كلمتي ( جريدة) و(مجلة) ! - ابراهيم العلاف ومرة تحدثت عن معنى كلمة (جريدة ) وقلت ان كلمة جريدة من   (الجريد) ، و( الجريد) لغة هي :  سع...