الاثنين، 9 أكتوبر 2017

مشاركة الجيش العراقي في حرب 6 اكتوبر - تشرين الاول 1973 مرة أخرى بقلم الصحفي العراقي الكبير الاستاذ محسن حسين

مشاركة الجيش العراقي في حرب 6 اكتوبر - تشرين الاول 1973 مرة أخرى 
بقلم الصحفي العراقي الكبير الاستاذ محسن حسين 
Muhsen Hussain Jawad
في ذكرى حرب اكتوبر- تشرين الاول سنة 1973 التي اتيح لي ان اقوم بتغطية اخبارها من القاهرة يحق لنا نحن العراقيين ان نفتخر بالدور المشرف الذي قام به الطيارون العراقيون في النصر العربي على اسرائيل.
كنت في ذلك الوقت مديرا لمكتب وكالة الانباء العراقية (واع) في القاهرة وقد اتاح لي عملي الصحفي ان اعبر قناة السويس خلال الحرب والتقي بالجنود المصريين الذين حققوا اكبر نصر تاريخي للعرب ضد اسرائيل بعد تدمير خط بارليف والحاق الهزيمة بجيش العدو.
وفي الضفة الشرقية من قناة السويس دخلت إلى المخابئ الإسرائيلية المحصنة داخل خط بارليف والتقطت للذكرى بعض الأشياء منها خوذة جندي إسرائيلي وعلبة ذخيرة وصحيفة إسرائيلية.
ومن خلال متابعتي لمجريات الحرب لا بد من القاء الضوء على مشاركة الطيارين العراقيين في المعركة مما كان له الاثر الكبير في حسمها اذ قاموا بدور مشرف سيظل التاريخ يذكره بكل فخر.
ولارسال الطيارين العراقيين إلى مصر قصة لها علاقة بالرئيس المصري الاسبق حسني مبارك الذي كان في حرب اكتوبر قائدا للقوة الجوية المصرية.
مبارك كان وراء طلب مصر سربين مقاتلين هوكر هنتر من القوة الجوية العراقية للمشاركة في الحرب التي ستكون بين العرب وإسرائيل دون معرفة متى تقع هذه الحرب.
كان حسني مبارك على علم بقدرات القوة الجوية العراقية من خلال وجوده في قاعدة الحبانية غرب بغداد لعدة أشهر بعد حرب 1967 اثر طلب تقدمت به الحكومة المصرية إلى الحكومة العراقية، ترجو فيه موافقة السلطات العراقية على استضافة طائرة من طائرات سلاح الجو المصري يقودها العقيد الطيار محمد حسني مبارك، لتكون في مأمن من سلاح الجو الإسرائيلي.
خلال التحضيرات المصرية لشن حرب على إسرائيل أوفدت القيادة المصرية رئيس أركان القوات المصرية الفريق سعد الدين الشاذلي إلى العراق في ايار 1972 حيث طرح على المسؤولين العراقيين مشاركة العراق في حرب محتملة ضد إسرائيل.
في البداية تحفظ العراق بسبب مشكلة شط العرب مع ايران في الجنوب والحركات الكردية في الشمال غير انه بعد مداولات ابدى ا استعداده لارسال قواته العسكرية حال نشوب الحرب لكن الشاذلي رفض ذلك وابلغ المسؤولين العراقيين انه “لا يمكن ادخال وحدات عسكرية عراقية بخطة الحرب مالم تكن تلك القوات موجودة فعلا على ارض الواقع”.
واخيرا تم الاتفاق على ارسال سربي طائرات الهوكر هنتر الى مصر وذلك بعد تجديدها وإصلاحها.
وبالفعل، وصلت الطائرات إلى مصر في اذار 1973 اي قبل قيام الحرب ب 6 اشهر وبلغ مجموعها 20 طائرة استقرت في قاعدة قويسنا الجوية 70 كم شمال القاهرة على طريق مصر أسكندريه الزراعي ومن هناك كان الطيارون العراقيون يقومون بتدريبات مستمرة لضرب أهداف وهمية مماثلة لأهداف تابعة للجيش الإسرائيلي في حالة قيام الحرب
شاركت الطائرات العراقية في الضربة الأولى في 6 أكتوبر وقامت الطائرات العراقية بمهاجمة العدو في مجموعات قتالية مكونة من 3 إلي 4 طائرات، وفي بعض الأحيان كانت الطائرات الهوكر هنتر تطير جنباً إلي جنب مع الطائرات الميغ 17 المصرية وذلك ليسهل علي رجال الدفاع الجوي المصري التعرف عليها، خاصة وان الهوكر هنتر غير مستخدمة في صفوف القوات الجوية المصرية، كما ان شكلها الأمامي يشبه طائرة الفانتوم الأمريكية، وقد تمكن الطيارون العراقيون من تدمير مواقع الصواريخ هوك، ومواقع مدفعية العدو في الطاسة، وتعطيل عدد كبير من دبابات العدو.
وأمتدت العمليات التي اشترك فيها الطيارون العراقيون من أول أيام الحرب 6 تشرين حتي توقف إطلاق النار في 24 تشرين وتسلم السفير العراقي سمير النجم من وزير الحربية المصري أحمد إسماعيل، وسام نجمة الشرف العسكرية الذي منحه الرئيس المصري أنور السادات إلي قائد السرب العراقي الذي حارب علي الجبهة المصرية ويذكر الفريق سعد الدين الشاذلي أن القوات البرية المصرية كانت ترفع طلباتها بالقول “نريد السرب العراقي” أو “نريد سرب الهوكر الهنتر” وهو ما اعتبره الشاذلي شهادة لكفاءة السرب العراقي وحسن أدائه خلال حرب أكتوبر.
اشتركت في المعارك 20 طائرة عراقية سقط منها في ارض المعركة 8 طائرات وخسرنا 6 طيارين عراقيين في الحرب.
وبعد فترة تقرر إعادة ما تبقى من السربين إلى العراق وأقام السفير العراقي حفل عشاء توديعا للضباط كان قائد القوة الجوية المصري حسني مبارك قد حضره وقد التقيت به شخصيا أثناء الحفل حيث أشاد بما أنجزه أبطال العراق في المعركة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بيوت في ذلك الزقاق ...............فيلم عراقي مهم

  بيوت في ذلك الزقاق ...............فيلم عراقي مهم - ابراهيم العلاف وفي إطار التوثيق للسينما العراقية المعاصرة ، ثمة أفلام تنتمي الى الواقع...