الثلاثاء، 7 نوفمبر 2017

الصناعة في الموصل ا.د. ابراهيم خليل العلاف















الصناعة في الموصل
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
الموصل فضلا عن انها مدينة زراعية وسلة  خبز العراق كما يقال ؛  فإنها مدينة صناعية .أنا  ومجايلي اي الذين ولدوا بعد الحرب العالمية الثانية ادركنا كم  من المعامل والمصانع التي كانت تعمل في الموصل ...معامل  النسيج ، ومعامل الثلج ، ومعامل الزجاج ، ومعامل العطور ، ومعامل الراشي ، ومعامل السيكائر ، ومعامل الدباغة .
في القرن التاسع عشر كان في الموصل  كما يقول الدكتور محمد حسن سلمان في كتابه ( التطور الاقتصادي في العراق )  ثلاثة الاف معمل للنسيج او ما ان يسمى في ذلك  الوقت الجومة لم يكن  يخلو بيت في الموصل من جومة اي معمل للحياة والنسيج الى جانب معامل الصابون في بعشيقة ومعامل البرغل في تلعفر وفي غير تلعفر من مدن الموصل .ويشسر القنصل البريطاني بيير دي  فوصيل في كتابه (الحياة في العراق منذ قرن 1814-1914 ) والذي ترجمه اكرم فاضل ببغداد ونشره سنة 1963انه كان في الموصل في القرن 13 الميلادي ( 75000 ) معمل يدوي (نول ) ورغم انخفاض العدد الى 3500 نول عند افتتاح قناة السويس سنة 1869 الا انها اخذت بالتطور منذ سنة 1880 نتيجة الاقبال المتزايد لشراء المنتجات الموصلية من الانسجة ومما يدل على شهرة الموصل في هذا المجال انه كانت هناك اسواق  متخصصة ومنها سوق الفزل وسوق الشعارين وقد وصلت قيمة صادرات الموصل من العباءات الصوفية سنة 1909 الى (500 باون ) .اما قمة الازارات فقد بلغت (1800 ) باون وهذا دليل على تقدم الصناعات النسيجية في الموصل وتشير المصادر المتداولة انه كان في كل بيت موصلي قبيل الحرب العالمية دولاب لغزل القطن .
وبحكم الدقة والمهارة الفنية التي تميز بها الموصليون ،فضلا عن الظروف المناخية والنظام العمراني يكون من يعيش في الموصل تواقا لمزاولة صناعة النسيج حيث تحتوي معظم البيوت كما نقل الاستاذ جوني يوسف حنا عن هاشم الحاج يونس وهو احد الصناعيين الموصليين قوله على سراديب معدة لهذا الغرض ومما شجع صناعة النسيج الحريري انتشار اشجار التوت وتربية دودة القز واستخلاص الشرانق الحريرية .
كما انتجت الموصل الملابس والعباءات والخام والجواريب واشتهرت بدباغة الجلود وصناعة الاحذية فكان فيها قبيل الحرب العالمية الاولى (6 ) معامل  لصناعة الاحذية .
ولابد أن أُذكر بأن أول معمل في العراق لصناعة البطانيات المرعزية أنشأه في الموصل حامد الحاج سعيد حيث فاز هذا المعمل با المركز الاول في معرض الصناعات اليدوية سنة ١٩٥٥ ولدينا  صورته وهو يتسلم كأس الانتاج من وكيل المتصرف القائمقام محمود البكري
ثم جاءت الخمسينات من القرن الماضي ومجلس الاعمار ومشروعاته وثير منها اسست في الموصل وهي معامل السمنت ومعمل السكر ومعمل النسيج ومعمل الدباغة وهكذا كان في الموصل في سنوات الستينات وما بعدها معامل كثيرة ومنها معمل البيرة ومعمل الالبان ومعمل الادوية ومعامل للثلج  ( معمل نجيب الساعاتي في شاه الملك فيصل الاول –العدالة فيما بعد خلال الثلاثينات ) ومعامل للسيكائر ومعامل للمشروبات الغازية  والكحولية ومن منا لايتذكر (النامليت ) .
اذا حاولنا ان نعود الى السجلات التاريخية والى اعلانات ذلك الزمان والى رسالة تلميذي الاستاذ جوني حنا عن (تاريخ الصناعة الوطنية في العراق ) والتي اشرفت عليها في جامعة الموصل لوجدنا الكثير من المعلومات عن الصناعة في الموصل نحتاج الى ساعات وساعات لنتحدث عن قصتها .
كانت الموصل في العصور الاسلامية من المدن المشهورة بالصناعة ولاتزال اباريق واواني الموصل النحاسية المصنوعة بإتقان موجودة في متاحف الموصل ولانزال نذر قصة اول حقيبة نسوية في العالم وكيف انها انت منذ القرن 13 مصنوعة في الموصل .ما كانت الموصل مشهورة بصناعة المنسوجات والاقمشة ومنها  قماش الموسلين المشهور في كل العالم والموسلين وهو قماش من الحرير  نسبة الى الموصل .
هاهم الرحالة والبلدانيين كالاصطخري وابن حوقل وابن جبير وابن بطوطة يتحدثون في كتبهم عن ان اهل الموصل كانوا يزرعون القطن بكميات كبيرة ليستعملوه في صناعة النسيج .كما انهم كانوا ينتجون الحرير من دودة القز التي كانوا يربونها وينسجون من الحرير الاقشمة .
لقد كانت منسوجات الموصل الحريرية مما يضرب به المثل .
كانت انسجة الموصل تسد حاجة الناس وكانت الالات الصناعية اول الامر يدوية ثم اصبحت ميكانيكية وكانت الموصل تحوك المنسوجات القطنية والصوفية .
ايام العهد العثماني كان في الموصل اعدادا كبيرة من معامل النسيج في البيوت هذا فضلا عن معمل ميكانيكي للنسيج انشأته السلطات العثمانية في الموصل .كما كان هناك معمل للحدادة في الموصل وهو المعروف حاليا بالتورنجية .
فضلا عن معامل لتقطير الكحول او مايسمى بالعرق المستكي والعراق الزحلاوي والنبيذ الذي كان يقطر في البيوت وفي بعض الاقضية ومنها بعشيقة وكذلك في بعض الاديرة . وفيما يتعلق بالنبيذ وصناعته فقد عرفت الموصل بصنعه من العنب الجيد الممتاز المتوفر في شمال العراق وقد ادخل الموصليون على صناعة النبيذ الكثير من التحسينات من حيث العصر والتخمير وكان في الموصل معمل النبيذ الموصلي الذي اسس على احدث الطرق العملية فنجح في اخراج نوع من النبيذ  الجيد كما تمكن من صنع نبيذ الشامبانيا والبيرة وما عرف ب(شراب الحدباء ) المشهور الذي كان ينتجه ( معمل شراب الحدباء ) في الثلاثينات من القرن الماضي وكان موقعه في شارع حلب .

وبعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة سنة 1921 وترافقا مع سنوات التكوين اتجه بعض الوطنيين الاقتصاديين ومنهم  مصطفى الصابونجي لتأسيس معمل للنسيج والذي بلغت منسوجاته من الاتقان –كما جاء في الدليل الرسمي لسنة 1936 – درجة دفعت الناس الى الاقبال على منتوجاته اقبالا كبيرا .
ولاننسى ما كانت تشتهر به الموصل من معامل للدباغة فالموصل والكاظمية والاعظمية ببغداد اشترت بهذه الصنعة وقلما حاول الدباغون الاستافادة من منتوجات الدباغة الاولربية الحديثة وكانت الجلود العراقية ونها الموصلية مضرب المثل في القوة والدقة والمتانة حتى اعتمد عليها الجيش العراقي والشرطة العراقية فأدخلوها في صنع احذيتهم بقوتها ومتانتها ووصل الامر ان بعض معامل الدباغة في الموصل كانت تقوم بتطهير الجلود وتعقيمها وتصديرها الى المدابغ الاوربية لإكمال دبغها .
وهنا لابد ان نذكر فن الصاغة الموصليين وكانوا اول الامر من  اليهود الذين اجادوا فيها وبلغت اوجها عن ال خروفة الذين تولوا مشيخة الصنف واحتفظوا بموازين الذهب واحرزوا سمعة ونجاحا كبيرين .
واشتعر اهل الموصل من الصفارين في صناعة النحاس وخاصة في ما كانوا ينتجونه من الاواني النحاسية والعددوالادوات الاخرى وقد تقدمت صناعة النحاس او مايسمى في الموصل (الصفر ) واليه ينسب سوق الصفارين وال الصفار تقدمت تقدما كبيرا حتى ان بعض الصفارين واذكر منهم ايوب الصفار  1891 – 1985  ابدع في هذا المجال وهو ايضا اول من صنع الحمامات النفطية في الموصل وشارك في المعرض الزراعي الصناعي العراقي الذي اقيم في الخمسينات في ملعب قضيب البان وفاز بكأس وجوائز  تطريمية تقديرا لللمهارة والدقة الفنية التي تميزت بها منتوجاته .
وتقدمت في الموصل صناعة الخراطة وكان في الموصل ايضا مدرسة الصنائع فيها اقسام للخراطة والنجارة والميكانيك .
ومن الذين اسسوا معامل  للنسيج  في الموصل  محمد نجيب الجادر ومصطفى الصابونجي في شارع القشلة وهاشم الحاج يونس  في محلة العكيدات ومحمد نجيب الجادر  في شارع نينوى وكيورك كليشيان في خان حاج حسين اغا وماركار جكر جيان في خان القلاوين .
وفي سنة 1953 افتتح في الموصل معمل للمشروبات الغازية (كوكاكولا ) وكانت ملكيته تعود كما قال الاستاذ معن عبد القادر ال زكريا في كتابه ( الوجيز الموسوعي في تاريه اهل الموصل ) ال (شركة الشمال ذات المسؤولية المحدودة ) وكان من ابرز المساهمين عبد الرحمن السيد محمود
وايضا لايمكن ان ننسى معامل السيكاير والتي تفوقت في بعض السنوات على السيكائر الاجنبية المستوردة وبرزت اسر تهتم بهذه الصناعة منها اسرة ال كرجية واسرة ال البصو .وكما هو معروف فأن التبغ العراقي من اجود انواع التبوغ في العالم من حيث خواصه ونكهته ووطعمه وصفرته الذهبية مما دفع الناس الى الاقبال عليه وشراءه وهنا لابد ان نذكر ان كثيرا من النسوة الموصليات كن يسهمن في هذه الصناعة وهن يعملن داخل بيوتهن .
وكان مصطفى الصابونجي واحمد النجم من الذين اسسوا معامل للسيكائر وكان معمل الاول في قرب  القشلة  في محلة  الدندان ومعمل الثاني في شارع غازي .
كما كان هناك في الموصل خلال الثلاثينات معمل للكاشي صاحبه يوسف فندقلي ويقع في شارع نينوى
وكان يعقوب قسطو وبشير مراد يمتلكان في الثلاثينت معمل لتقطير المشروبات الكحولية في شارع نينوى .كما كان هناك في الموصل خلال الفترة ذاتها معمل للصودا(المياه المعدنية )  صاحبه داؤد ثابن وموقعه شارع القشلة 
وكان للفخار معامل كثيرة في الموصل حتى كانت هناك محلة تسمى بالكوازيت حيث تكثر فيها معامل الفخار وما كانت تصنع من الجرار والبستوكات والحبوب والبراني والخوابي والدنان والازيار على مختلف انواعها وقد اشتهر الفخارون بإتقان اشكالها وزخرفتها وكثيرا ما كان انتاج الموصل من اواني الفخار يصدر الى الدول المجاورة والذين كانوا يفضلونه انذاك .وكان للفخارين كما كان للصياغ وغيرهم صنف يديره لائيس ومجلس للصنف .
وكانت في الموصل معامل للصابون وكما هو معروف لم يكن يرد الى الموصل اي نوع من الصابون الاجنبي في العهد العثماني فالاعتماد كله كان على ماتنتجه معامل الصابون في الموصل وبعشيقة وكانت الموصل تستورد ايضا الصابون الحلبي ابو الهيل وكان صابون الشحم هو ما يستعمل في بيوت الموصل قبل ان تتأسس معامل صابون التواليت والغسيل ومع ان الصابون العراقي كان يصنع اما من زيت السمسم واما من زيت الزيتون فإن ما كان يصنع من زيت الزيتون هو الشاع في الموصل والنوع الثاني كان معروفا في وسط العراق وجنوبه .
وكان في الموصل معامل للبلور والمرايا والزجاج اتذكر معمل الزجاح الذي اسسه مصطفى النوح  في الموصل الجديدة في الخمسينات من القرن الماضي .وكان ينتج الاستكانات والمرايا والصحون الزجاجية اسسه خلال الحرب العالمية الثانية .
واول معمل نسيج جوارب النايلون اسسه عبد القادر السيد محمود وكان المدير المفوض لهذا المعمل ومن المساهمين عبد القادر شريف ونجيب جرجيس الساعاتي وعبد الرزاق شريف الدباغ ومحمد توفيق حديد ومحمود الزرقي .
وكان في الموصل شركة سمنت هي (شركة سمنت الرافدين المحدودة ) في بادوش تأسست سنة 1953 ومن مؤسسيها مصطفى الصابونجي وحازم الصابونجي وهاشم الحاج يونس ومحمد علي الحاج يونس وهادي حاوا وعبد القادر شريف .
كما تأسست في الموصل شركة طحن حبوب الشمال سنة 1955 واعضاؤها المؤسسون عبد القادر السيد محمود واخيه عبد الرحمن  واحمد حدي وصديق عقراوي وادريس حمو القدو وعبد الرحمن الزرقي .
وبالنسبة لمعمل السكر فقد افتتح مطلع سنة 1959 .
تحدث الدكتور عبد الرحمن الجليلي وكان يشغل منصب نائب رئيس مجلس الاعمار  في كتابه (الاعمار في العراق :سياسة الاعمار واهدافه ومنجزاته ) والذي نشرته دار مكتبة الحياة ببيروت سنة 1968 ان كثيرا من المشاريع الصناعية تأسست في الموصل في الخمسينات ومن خلال مجلس الاعمار منها معمل السكر الذي ابتدأ بالانتاج سنة 1958 وتبلغ طاقته الانتاجية 35 الف طن من السكر الابيض وقد تمتشجيع زراعة البنجر السكري واخذ الفلاحون يسوقونه الى المعمل .كما تأسس معمل للسمنت في حمام العليل وكانت طاقته الانتاجية تصل الى 350 طنا من الاسمنت في اليوم الواحد .
وكان هناك معمل النسيج القطني في الموصل وكان انتاجه يقدر بنحو 20 مليون مترا مربعا في السنة من مختلف الاقمشة القطنية وينتج كذلك 200 طنا من الغزل .
في العشرينات من القرن الماضي كانت هناك ماكنة للطحين اسسها رشيد ال رشدي وهناك ماكنة اسسها محمد علي الطحين وماكينة الحاج عبد ابو وجيه بالقرب من باب علوة سوق الحنطة الجديد من جهة باب الطوب وكراج حمام العليل وكانت هناك ماكنة في باب القلعة لحسين عقراوي وماكنة يمتلكها سعد الله خليل المكينه جي والد الاستاذ ازهر العبيدي وكان لأل البرهاوي وخاصة لإحمد البرهاوي ماكنة طحين في الموصل منذ سنة 1930 في منطقة دكة بركة وله مكائن اخرى في الكوير وزاخو والحويجة وقد حور سليمان داؤود البرهاوي ماكنة الطحين وحولها الى ماكنة لانتاج الثلج .
وثمة ما يشير الى ان سنة 1934 نصبت ماكنة حديثة للطحين في خان عبد الله وصاحبها هو شمعون النصراني وموقعها مقابل شركة باتا القديمة في شارع غازي .اما المطحنة الثانية فكانت تعود الى ايوب النصراني في سوق الفحامين وكانت هناك مطحنة السيد ذنون بن حسين البقال في معصرة السمسم وصنع الطحينية (الراشي ) وظلت تلك المداغات حتى بعد تأسيس الشركة العامة للمطاحن الاهلية سنة 1955.
وكان هناك معمل للشخاط في الموصل خلال الثلاثينات هو معمل ( زهرة الصنائع ) .كما كان هناك معمل لسجاد المرعز في شارع غازي خلال الثلاثينات صاحبه بصري وقاقيان
وهناك معامل للنجارة في الموصل وقد توسعت معامل النجارة كثيرا منذ مطلع القرن الماضي وادخل النجارون المكائن الميكانيكية الحديثة في معاملهم وبرز عدد من اصحاب هذه المعامل ومنها معمل (شولجي وداؤد كره بيت ) في شارع غازي والذي اشتهر بحسن صناعته بحيث كان يضاهي المعامل الغربية من جميع الوجوه وكانت له شهرته كما اشتهر  معمل العروسة لصاحبه احمد عبد الله في شارع الفاروق .
ومن اصحاب معامل النجارة في الموصل ميكائيل بطرس ومحي الدين يونس وسعيد سمعان وسعيد عزيز ومتي قصير ومحي الدين ملا يونس وعزيز كرومي .
وفي سنة 1952 اسس مصطفى الصابونجي محلجا للاقطان في الموصل زفي سنة 1953 تأسس محلج لشركة الغزل والنسيج العراقية المحدودة .وفي سنة 1954 تأسس محلج لمحمد نجيب الجادر في الموصل كما افتتح اسماعيل شنشل محلجا آخر في الموصل في منتصف الخمسينات بإسم ( شركة الشمال لحلج الاقطان ) ويجب ان لانغفل دور المصرف الصناعي في دعم حركة انشاء المعامل والمصانع .
وكان الحاج هاشم الحاج يونس قد قام  بتأسيس معمل لحج الاقطان في الموصل   سنة 1952 .
كما اسس  مصطفى الصابونجي في الخمسينات اول معمل لكبس الاصواف .وهنا لابد ان نقف قليلا عن مجهودات مصطفى الصابونجي الصناعية فأقول أن  الصابونجي امتلك  ثقافة متطورة ، وكان هاجسه خدمة مدينته ووطنه وكان لسفره الدائم واطلاعه على ما يجري في الدول المتقدمة اثر في اتجاهه نحو بناء صناعة وطنية فانشأ سنة 1928 معملاً باسم ( منتوجات معمل الصابونجي الوطنية ) وكان مخصصاً لانتاج المنسوجات والملابس الرجالية والنسائية . وفي سنة 1929 استورد معملاً لتقطير العطور واطلق على بعض عطوره اسماء عديدة منها ( عطر ياسمين ) واسس معملاً لانتاج السكائر من التبوغ العراقية وحملت سكائره اسماء منها سكائر عروسة ، سكائر فاطمة رشدي .
وقد نظم كاتبه ومحاسبه الشاعر المعروف (( بطرس أدمو )) قصائد في التغني بسكائر الصابونجي . وكان للصابونجي معمل للبسكويت وآخر للخزف الصيني وثالث للتريكو واسس معملاً لصداري طالبات وطلاب المدارس ، وانشأ محلجاً للاقطان ومعملاً لطحن الحبوب وآخر للدباغة وحين شعر بحاجة العراق الى مشروع صناعي لانتاج الزيوت النباتية التي كان يستوردها العراق وتستنزف اثمانها ثروات البلاد اتفق مع محمد حديد وجعفر ابو التمن وكامل الخضيري وآخرين علي انشاء شركة الزيوت النباتية العراقية المحدودة التي باشرت اعمالها سنة 1939 وكانت من المشاريع الرائدة التي تعرف اليوم بالمشاريع المختلطة ، حيث كان للمصرف الصناعي حصة في رأسمالها . وضع الصابونجي لنفسه اهدافاً وطنية اقتصادية سعى الى تحقيقها من خلال اقامة صناعة حديثة وتحسين انتاجها وحمايتها من منافسة المنتوجات الاجنبية ، وقد دعا الحكومة الى تشجيع الصناعة الوطنية ومنحها الاعفاءات والتسهيلات اللازمة وشجع الاهالي على الاستثمار في مشاريعه ورفع شعارات منها (( اخدموا انفسكم وبلادكم ، واحفظوا دراهمكم بشرائكم منتوجاتكم الوطنية )) ((ولاحياة لبلاد تذهب دراهمها للخارج ولا تعود )) 



كما انه كان هناك مكبس يعود لمحمد صديق الجادر واخر لمحمد علي اليوزبكي
وتأسس في الموصل منذ سنة 1938 معمل شخاط (ابو ثلاث نجوم ) لصاحبة مصطفى الصابونجي وقد استورده من النمسا وكان موقعه في محلة السجن .
كما اسس مصطفى الصابونجي اول معمل للسيكاير واسس ايضا اول معمل للخزف الصيني واول معمل للاسرة الحديدية .
ولا ننسى معمل نسيج اليشماغ  في محلة العكيدات للحاج هاشم الحاج يونس وعبد القادر السيد محمود ثم استقل به الحاج هاشم الحاج يونس .

وفيما يتعلق بمعامل الثلج فإن البلدية انشأت الى جانب قسطل الموصل في قليعات سنة 1933 معملا للثلج .
وكان لمصطفى الصابونجي معمل للثلج ايضا يقع في منطقة التنجكية ثم اشتراه بعد ذلك عبد الله السوري . ومن معامل الثلج ( معمل ثلج غازي) اسسه السيد عبد العزيز يوسف الدباغ بشركة السيد عبد الله الحاج سعيد في الاربعينات من القرن الماضي وبعد مدة تم فض الشراكة وانتقل المعمل من منطقة جوبة البكارة على حافة نهر دجلة الى منطقة وادي حجر سنة 1961 وصار اسمه (معمل ثلج الدباغ) وانتقل بعدها الى منطقة صناعة الجانب الايسر في نهاية الثمانينات من القرن الماضي . وكان هناك معامل اخرى للثلج منها معمل ثلج دجلة لصاحبه السيد غانم شاكر ومعمل ثلج الزهور .   
كما ازدهرت السراجة وكان هناك سوق للسراجين في باب السراي ينتج  الحقائب والاحزمة كما ازدهرت صناعة الاحذية ودخلت الالات الميكانيكية الى هذه الصناعة واشتهرت الاحذية الموصلية بأنواعها بمتانتها ودقة صناعتها وجمالها وكانت تضاهي الاحذية المستوردة . ومن صناع الاحذية في الموصل خلال الثلاثينات ابراهيم مخلوف واسحاق شاؤول وحنا الياس ومحمد يونس وطوبيا جرجيس وهؤلاء كانوا في شارع النجفي وبطرس جرجيس وحامد حمودي وسعيد دنان ومتي جرجيس ووصفي سامي وكانوا في شارع غازي (الثورة ) وكره بيت بدروس في شارع الملك فيصل (العدالة ) ورشاد اخوان وبنيامين يوسف في شارع نينوى . اما اصحاب معامل الاحذية في الموصل والذين ذكركرهم الدليل الرسمي لسنة 1936 فهم : احمد الحاج ثابت وارتين كره بيت ووبهنام دهان ونائف داؤود ويونس نجات .
وثمة معامل للمصارين التي تستخدم في امور كثيرة منها عمل الاوتار كما كانت هناك معامل لاستخراج الزيوت وعضرها ومنها زيوت السمسم والكتان والخروع ونشطت هذه الصناعة لاهميتها ودخولها صناعة الصابون وكان في الموصل معمل لاستخراج الزيوت النباتية .
منذ اواخر الخمسينات وبعد ان بدأت حملة اعمار العراق وتأسس مجلس الاعمار ،  شهدت الموصل حركة صناعية وتأسست مصانع وشركات صناعية منها :
1.  الشركة العامة للفزل والنسيج والذي بوشر بإنشائه في تشرين الاول سنة 1954وافتتح في 27 اذار 1957 وكان (معمل الغزل والنسيج القطني في الموصل)  يوفر الكثير للميزان التجاري العراقي من اموال قدرت في حينه بنصف مليون دينار سنويا
2.  الشركة العامة للسكر (معمل السكر الذي نفذته شركة سالزكتر الالمانية واحيل اليها في 29 ايار 1956ووضع  الحجر الاساسي له في 27 اذار 1957 )
3.  الشركة العامة للمواد البنائية وكانت تضم (معمل سمنت حمام العليل ) و( معمل سمنت بادوش )
4.  الشركة العامة للغزل والنسيج
5.  الشركة العامة لكبريت  المشراق
6.  معمل الالبان
7.  معمل الادوية
8.  معمل السجاد اليدوي
9.  معمل صناعات الشمال
10.                    شركة الموصل للتعبئة والتعليب
11.                    شركة اخشاب الشمال وقد  تأسست في 15 نشرين الاول سنة 1961  بهدف انتاج الخشب المضغوط وعلى شكل الواح وبدأ الانتاج في الاول من نيسان سنة 1964 ثم اصبحت شركة مساهمة سنة 1965 وساهم فيها المصرف الصناعي وزاد رأس مالها الى 300 الف دينار .
12.                    الشركة المتحدة للنسيج : وهذه الشركة تقع في الموصل الجديدة وهي شركة مساهمة رأسمالها عند التأسيس 30 الف دينار زيد الى 80 الف دينار واهم صناعتها حياكة الجوارب على اختلاف انواعها واحجامها فضلا عن ملابس التريكو وقماش النايلون ويقول الاستاذ الحاج عبد الجبار الجرجيس في كتابه (دليل الموصل العام منذ تأسيسها حتى عام 1975 ) ان انتاج هذه الشركة من الجواريب الرجالي والولادي لسنة 1973 وصل الى ( 39640 ) درزنا يقابلها سنة 1974 ( 44052 ) درزنا ومن ملابس التريكو الجاهزة لسنة 1973 ( 14671 ) قطعة يقابلها سنة 1974 (18925 ) قطعة ومن قماش الجرسيه برلون لسنة 1973 ( 9339 ) كغم يقابلها سنة 1974 (10619 ) كغم .
13.                    معمل نسيج محمد نجيب الجادر ويقع هذا المعمل في ايسر الموصل وهو اول معمل تأسس في العراق على الطراز الميكانيكي الحديث في العالم وهو متخصص بصنع كافة الاقمشة القطنية والحريرية .
14.                    ( شركة الدباغة العصرية ) ، ويعد الحاج سليم الدباغ من اوائل الموصليين الذين ادخلوا المكننة الحديثة في مجال الدباغة لكن محمد نجيب الجادر اسس اول معمل للدباغة وهو معمل الدباغة العصرية في اربعينات القرن الماضي وانتقلت ملكيته فيما بعد الى هيثم شريف الدباغ وعبد القادر السيد محمود  وبإسم ( شركة دباغة الشمال المحدودة ) .كما قام الحاج هاشم الحاج يونس بتأسيس معمل للدباغة سنة 1950 .
15.                    ( شركة السمان للغزل والنسيج )وهذه الشركة تأسست سنة 1967 برأس مال قدره 50000 الف دينار واهم ما تنتجه معاملها الاقمشة الحريرية والنايلون والبولستر .
16.                    شركة الحاج يونس وتعود لاسرة ال الحاج يونس هاشم واولاده وهي شركة مساهمة تأسست سنة 1951 وتقوم بصناعة النسيج واهم منتجاتها اليشماغ وهو غطاء الرأس الشهير والمعروف في الموصل كما تنتج المنسوجات الحريرية   واقمشة اخرى ويبلغ معدل انتاجها السنوي من اليشماغ (700 ) الف يشماغ فضلا عن ثلاثة ملايين متر من الحرير الصناعي .
17.                    لقد عدت عائلة الحاج يونس رائدة في صناعة اليشماغ في العراق وكانت الحاجة اليه في السوق تتزايد حتى وصلت سنة 1950 الى 3 ملايين يشماغ وكانجزءا كبيرا من هذه الحاجة يسد من خلال الاستيراد ويعتبر معمل الحاج يونس نواة صناعة اليشماغ الوطنية وهو اول مشروع صناعي متكامل في الوطن العربي وكان فيه مدرسة لتدريب العمال وتهيئة الكوادر في مجال هذه الصناعة الرائدة وكما هو معروف فإن مكائن هذا المصنع استوردت من اليابان واستعين باربعة خبراء يابانيين وصمم المعمل على استخدام المواد الاولية المحلية بإستثناء الاصباغ ويحمل المعمل اسم (شركة الحاج يونس للنسيج في الموصل )

وهناك معامل اخرى تأسست في الموصل منها حكومية ومنها اهلية لايتسع المجال لذكرها جميعا الا اننا يجب ان نؤكد ان الموصل مدينة صناعية كما انها مدينة زراعية وتجارية وسياحية وثقافية والضرورة تقتضي وبعد الذي حصل من كبوات وتحديات ان نعمل بهمة عالية اهالي ومسؤولين على ان تعود الموصل كما كانت وان نشد العزم على ان ننهض بها وبإقتصادها ويقينا انه سيكون لذلك كله انعكاس كبير على الاقتصاد العراقي برمته .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الفلسفة والاخلاق والعلاقة بينهما

  الفلسفة والاخلاق والعلاقة بينهما -ابراهيم العلاف واشد ما يؤلمني ، هو تعليق البعض بأن لافائدة من الكلام ، وليس ثمة من يسمع أو يتعلم ، مع ان...